مَا حُكْمُ مَنْ يَدَّعِي أَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ» تَعْنِي أَنَّ الرُّوْحَ هِيَ مِنْ ذَاتِ اللهِ وَصِفَاتِهِ، وَلِذَلِكَ فَلَا يُمْكِنُ أَنَّ يُعَذِّبَ اللهُ تَعَالَى شَيْئًا مِنْهُ تَعَالَى؟ وَهَلْ عَذَابُ القَبْرِ يَقَعُ عَلَى الرُّوحِ وَحْدَهَا أَمْ عَلَى الجَسَدِ؟ أَمْ هُمَا مَعًا؟ بَارَكَ اللهُ فِيْكَ، مَا هِيَ الأَقْوَالُ الوَارِدَةُ فِي المَسْأَلَةِ؟ وَمَا القَوْلُ الرَّاجِحُ لِلْمُحَقِّقِيْنَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ فِيْهَا؟ وَبِمَا أَنَّ الرُّوْحَ عِنْدَ المَوْتِ لَا تَمُوتُ وَإِنَّمَا تَنْفَصِلُ عَنْ الجَسَدِ وَتَحْيَا حَيَاةً بَرْزَخِيَّةً إِمَّا تَتَعَذَّبُ أَوْ تَتَنَعَّمُ، فَكَيْفَ يَكُونُ حَالُ الرُّوحِ عِنْدَمَا يَمُوْتُ كُلُّ الخَلَائِقِ وَلَا يَبْقَى إِلَّا وَجْهُ رَبِّنَا تَعَالَى فَيَقُولُ: لِمَنِ المُلْكُ اليَوْمَ، فَلَا يُجِيْبُهُ أَحَدٌ، فَيُجِيْبُ نَفْسَهُ تَعَالَى: للهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ؟