الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد.
فالظلمة الحِسِّيَّة في القبور يشترك فيها جميع المقبورين، فهي من طبيعة المكان لكونه تحت الأرض.
وأما الظلمة التي يُنوِّرها الله عز وجل بالصلاة على الميت، فهي نوعٌ آخر لا تُدرك بالحواس، لأنها من شؤون الأرواح وأحوال البرزخ.
وهذه الأنوار والظلمات تتفاوت باختلاف حال أهل القبور، فينعم المؤمن بنورٍ وسَعةٍ وطمأنينةٍ بقدر إيمانه وعمله، ويُحرم ذلك من كفر أو نافق.
ويدل على ذلك حديثُ البراء بن عازبٍ رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في شأن المؤمن: «...أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها، ويُفسَح له في قبره مدَّ بصره، ويُنوَّر له فيه» رواه أبو داود (4753) .
فبيَّن صلى الله عليه وسلم أن النور والسَّعة في القبر جزاءٌ لأهل الإيمان، بخلاف من كفر أو نافق.
نسأل الله من فضله، ونعوذ به من سخطه وعقوبته.