×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح
مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..

قال الإمام النووي –رحمه الله- تعالى في كتابه رياض الصالحين: عن أم المؤمنين أم الحكم زينب بنت جحش رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا، يقول: «لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه»، وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها، فقلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: «نعم، إذا كثر الخبث ». متفق عليه.

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..

أثر زيادة الخبث على فساد الأرض:

فهذا الحديث حديث زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها أخبرت فيه عن دخول النبي –صلى الله عليه وسلم- عليها فزعا أي: قد أصابه الفزع وذلك إما لوحي أوحي إليه بما سيقول أو أنه رأى رؤية كما جاء ذلك في بعض الأحاديث أنه استيقظ –صلى الله عليه وسلم- فزعا فقال: ويل للعرب من شر قد اقترب.

ويل ليس دعاء إنما هو خبر، فهي كلمة تأتي دعاء وتأتي على وجه الإخبار، فقوله تعالى: ﴿ويل للمطففين﴾+++[المطففين: 1]--- دعاء عليهم وخبر بحصول الهلاك لهم، لكنه في قوله –صلى الله عليه وسلم- ويل للعرب خبر عما أحاط بهم من أسباب الهلاك والشر.

فقال –صلى الله عليه وسلم- ويل للعرب وخص العرب بالذكر لأنهم معدن الإسلام وهم غالب من أسلم في ذلك الزمان إذ إن النبي –صلى الله عليه وسلم- مات وقد عم الإسلام الجزيرة، فقال –صلى الله عليه وسلم- في أول دخوله لا إله إلا الله لجأ إلى الله تعالى بالتوحيد، فإنه –صلى الله عليه وسلم- كان إذا أصابه فزع لجأ إلى الله تعالى بتوحيده وذكره ومنه قول: الله الله ربي لا أشرك به شيئا، فهذه من الأذكار التي تقال عند الفزع والخوف وتوقع حصول ما يكره.

«لا إله إلا الله ويل للعرب» هلاك لهم من شر قد اقترب، ثم بين النبي –صلى الله عليه وسلم- الشر الذي اقترب حصوله فتح اليوم يعني الآن في ذلك الوقت الذي أخبر فيه النبي –صلى الله عليه وسلم- من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه أي: فتح من السد الذي بناه ذو القرنين فحجز به هذين الصنفين من الناس عن الأذى والشر مثل هذه وحلق –صلى الله عليه وسلم- بأصبعه الإبهام والسبابة على هيئة تسعين كما يقول العرب وهو أضيق ما يكون من الفتح مثل هذه تسعين هذا التحليق الذي بين فيه النبي –صلى الله عليه وسلم- قدر ما فتح من الردم.

إذا زاد الفساد على الصلاح عم العقاب:

ثم لما سمعت زينب هذا المقال منه –صلى الله عليه وسلم- سألت فقالت يا رسول الله: أنهلك وفينا الصالحون؟ يعني يصيبنا الهلاك وهو ما أخبر به –صلى الله عليه وسلم- من الويل في قوله: ويل للعرب من شر قد اقترب وفينا الصالحون أي وفينا أهل الاستقامة والصلاح والهدى والقيام بأمر الله ورسوله؟

قال –صلى الله عليه وسلم- في جواب فصل بين نعم أي يقع الهلاك العام إذا كثر الخبث والخبث قيل: الزنا وقيل: كثرة أولاد الزنا، وقيل: كثرة المعاصي والمنكرات بالزنا وبغيره وهذا أقرب ما يقال في معنى الخبث وهو كل ما يظهر به فساد حال الناس كما قال الله تعالى: ﴿ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا﴾+++[الروم: 41]---.

خبر النبي –صلى الله عليه وسلم- عن هذا الفتح الذي أخبر به هو تنبيه لقرب الساعة كما أخبر تعالى باقتراب الوعد الحق واقتراب الساعة وذلك يحمل الناس على التهيؤ والاستعداد والحذر من مضلات الفتن ولهذا ذكر النبي –صلى الله عليه وسلم- بتوحيد الله الذي فيه العصمة والمخلص من كل سوء وشر كما قال تعالى: ﴿وكذلك ننجي المؤمنين﴾+++[الأنبياء: 88]--- وكما قال –سبحانه وتعالى-: ﴿كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين﴾+++[يوسف: 24]--- وفي قراءة المخلصين.

فالتوحيد من أعظم أسباب النجاة من الهلاك، ثم بين النبي –صلى الله عليه وسلم- أن كثرة الخبث يعم شؤمه الناس فلا يخص ذلك أصحاب الخبث والفساد، بل يعمهم وذلك في حالين؛

الحال الأولى: أن يترك الناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

والحال الثانية: أن يكثر الشر على وجه لا ينفع فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيعم العقاب ويبعث الناس على نياتهم.

ففي هاتين الحالين يكون وجود الصلاح غير مانع من وقوع العقوبة، كما قال تعالى: ﴿واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة﴾+++[الأنفال: 25]--- ولهذا ينبغي للمؤمن أن يتقي الله في نفسه وأن يحذر مواطن الفتن، وأن يتهيأ لكل ما يخافه من الشرور باللجأ إلى الله –عز وجل- والاعتصام به وصالح العمل، فإن الله ينجي الذين اتقوا بمفازتهم، وكما قال تعالى: ﴿إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون﴾+++[النحل: 128]---.

ينبغي للمؤمن أن يستعد دوما:

فينبغي للمؤمن أن يكون على هذه الحال من الاستعداد، وأن يبذل جهده وطاقته في منع ظهور الفساد والشر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما تقتضيه الشريعة وفق ما بينته مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قوله –صلى الله عليه وسلم-: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان»+++[صحيح مسلم (49)]---.

أعاذنا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأساله جل في علاه أن يثبتنا على الحق والهدى، وأن يصرف عنا كل سوء وردى وأن يجعلنا من أوليائه المتقين وحزبه المفلحين وأن يختم لنا بخير وأن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:4693

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..

قال الإمام النووي –رحمه الله- تعالى في كتابه رياض الصالحين: عن أم المؤمنين أم الحكم زينب بنتِ جحش رَضِي الله عنها: أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم دخل عَلَيْهَا فَزِعًا، يقول: «لا إلهَ إلاّ الله، وَيلٌ للْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ مِثلَ هذِهِ»، وحلّق بأُصبُعيهِ الإبهامِ والتي تليها، فقلتُ: يَا رَسُول الله، أنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ ». مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..

أثر زيادة الخبث على فساد الأرض:

فهذا الحديث حديث زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها أخبرت فيه عن دخول النبي –صلى الله عليه وسلم- عليها فزعًا أي: قد أصابه الفزع وذلك إما لوحي أوحي إليه بما سيقول أو أنه رأى رؤية كما جاء ذلك في بعض الأحاديث أنه استيقظ –صلى الله عليه وسلم- فزعًا فقال: ويل للعرب من شر قد اقترب.

ويل ليس دعاء إنما هو خبر، فهي كلمة تأتي دعاء وتأتي على وجه الإخبار، فقوله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ[المطففين: 1] دعاء عليهم وخبر بحصول الهلاك لهم، لكنه في قوله –صلى الله عليه وسلم- ويل للعرب خبر عما أحاط بهم من أسباب الهلاك والشر.

فقال –صلى الله عليه وسلم- ويل للعرب وخص العرب بالذكر لأنهم معدن الإسلام وهم غالب من أسلم في ذلك الزمان إذ إن النبي –صلى الله عليه وسلم- مات وقد عم الإسلام الجزيرة، فقال –صلى الله عليه وسلم- في أول دخوله لا إله إلا الله لجأ إلى الله تعالى بالتوحيد، فإنه –صلى الله عليه وسلم- كان إذا أصابه فزع لجأ إلى الله تعالى بتوحيده وذكره ومنه قول: الله الله ربي لا أشرك به شيئًا، فهذه من الأذكار التي تقال عند الفزع والخوف وتوقع حصول ما يكره.

«لا إله إلا الله ويل للعرب» هلاك لهم من شر قد اقترب، ثم بين النبي –صلى الله عليه وسلم- الشر الذي اقترب حصوله فتح اليوم يعني الآن في ذلك الوقت الذي أخبر فيه النبي –صلى الله عليه وسلم- من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه أي: فتح من السد الذي بناه ذو القرنين فحجز به هذين الصنفين من الناس عن الأذى والشر مثل هذه وحلق –صلى الله عليه وسلم- بأصبعه الإبهام والسبابة على هيئة تسعين كما يقول العرب وهو أضيق ما يكون من الفتح مثل هذه تسعين هذا التحليق الذي بين فيه النبي –صلى الله عليه وسلم- قدر ما فتح من الردم.

إذا زاد الفساد على الصلاح عم العقاب:

ثم لما سمعت زينب هذا المقال منه –صلى الله عليه وسلم- سألت فقالت يا رسول الله: أنهلك وفينا الصالحون؟ يعني يصيبنا الهلاك وهو ما أخبر به –صلى الله عليه وسلم- من الويل في قوله: ويل للعرب من شر قد اقترب وفينا الصالحون أي وفينا أهل الاستقامة والصلاح والهدى والقيام بأمر الله ورسوله؟

قال –صلى الله عليه وسلم- في جوابٍ فصلٍ بين نعم أي يقع الهلاك العام إذا كثر الخبث والخبث قيل: الزنا وقيل: كثرة أولاد الزنا، وقيل: كثرة المعاصي والمنكرات بالزنا وبغيره وهذا أقرب ما يقال في معنى الخبث وهو كل ما يظهر به فساد حال الناس كما قال الله تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا[الروم: 41].

خبر النبي –صلى الله عليه وسلم- عن هذا الفتح الذي أخبر به هو تنبيه لقرب الساعة كما أخبر تعالى باقتراب الوعد الحق واقتراب الساعة وذلك يحمل الناس على التهيؤ والاستعداد والحذر من مضلات الفتن ولهذا ذكر النبي –صلى الله عليه وسلم- بتوحيد الله الذي فيه العصمة والمخلص من كل سوء وشر كما قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ[الأنبياء: 88] وكما قال –سبحانه وتعالى-: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ[يوسف: 24] وفي قراءة المخلصين.

فالتوحيد من أعظم أسباب النجاة من الهلاك، ثم بين النبي –صلى الله عليه وسلم- أن كثرة الخبث يعم شؤمه الناس فلا يخص ذلك أصحاب الخبث والفساد، بل يعمهم وذلك في حالين؛

الحال الأولى: أن يترك الناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

والحال الثانية: أن يكثر الشر على وجه لا ينفع فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيعم العقاب ويبعث الناس على نياتهم.

ففي هاتين الحالين يكون وجود الصلاح غير مانع من وقوع العقوبة، كما قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً[الأنفال: 25] ولهذا ينبغي للمؤمن أن يتقي الله في نفسه وأن يحذر مواطن الفتن، وأن يتهيأ لكل ما يخافه من الشرور باللجأ إلى الله –عز وجل- والاعتصام به وصالح العمل، فإن الله ينجي الذين اتقوا بمفازتهم، وكما قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ[النحل: 128].

ينبغي للمؤمن أن يستعد دوما:

فينبغي للمؤمن أن يكون على هذه الحال من الاستعداد، وأن يبذل جهده وطاقته في منع ظهور الفساد والشر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما تقتضيه الشريعة وفق ما بينته مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قوله –صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أضْعَفُ الإيمَانِ»[صحيح مسلم (49)].

أعاذنا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأساله جل في علاه أن يثبتنا على الحق والهدى، وأن يصرف عنا كل سوء وردى وأن يجعلنا من أوليائه المتقين وحزبه المفلحين وأن يختم لنا بخير وأن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

1. خطبة : الخوف من الله تعالى ( عدد المشاهدات41583 )
3. خطبة : الحسد ( عدد المشاهدات28592 )
4. خطبة: يوم الجمعة سيد الأيام ( عدد المشاهدات22995 )
5. خطبة : الأعمال بالخواتيم ( عدد المشاهدات21244 )
6. خطبة : احرص على ما ينفعك ( عدد المشاهدات18846 )
7. حكم الإيجار المنتهي بالتمليك ( عدد المشاهدات18054 )
8. خطبة : الخلاف شر ( عدد المشاهدات14972 )
9. خطبة: يا ليتنا أطعناه ( عدد المشاهدات11517 )
10. خطبة : يتقارب الزمان ( عدد المشاهدات11314 )
11. خطبة : بماذا تتقي النار. ( عدد المشاهدات10345 )
12. خطبة: أثر الربا ( عدد المشاهدات10123 )
14. خطبة : أحوال المحتضرين ( عدد المشاهدات9946 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف