×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / استفهامات قرآنية / الحلقة (11) حول قول الله تعالى {وما أدراك ما الحاقة}

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:1108

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 مستمعينا الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا وسهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء من برنامجكم "استفهامات قرآنية"، في مطلع هذا اللقاء المبارك، يسرنا أن نرحب بضيفه صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة القصيم، أهلا وسهلًا ومرحبًا بكم شيخنا الكريم.

الشيخ: حياكم الله! أهلا وسهلا بك وبالإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات، أرحب بالجميع، وأسأل الله لي ولهم التوفيق والسداد.  

المقدم: اللهم آمين! استفهامنا القرآني في هذه الحلقة مستمعينا الكرام ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ[الحاقة: 3]

 شيخنا الكريم! لو حددنا أداة الاستفهام في هذه الآية القرآنية العظيمة؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فقد قال الله تعالى في محكم كتابه في سورة الحاقة ﴿الْحَاقَّةُ* مَا الْحَاقَّةُ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ[الحاقة: 1-3]، فأداة الاستفهام المستعملة في قوله: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ[الحاقة: 3] هي (ما)، وقد عطفت على استفهام سابق، حيث قال تعالى: ﴿مَا الْحَاقَّةُ[الحاقة: 2]، و(ما) يستفهم بها عن المجهول والخفي، من حدث أو غيره، والله أعلم.

المقدم: أحسن الله إليكم شيخنا الكريم، وما يتعلق بالغرض من الاستفهام في هذه الآية؟

الشيخ: هذا الاستفهام غرضه وغايته هو: التفخيم والتعظيم للحاقة التي افتتح الله تعالى بذكرها في هذه السورة العظيمة، حيث قال تعالى: ﴿الْحَاقَّةُ* مَا الْحَاقَّةُ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ[الحاقة: 1-3] فعظم الله تعالى هذا اليوم، فالحاقة هي يوم القيامة، وعظمه -جل في علاه- وفخمه وهوَّله بإدخال هذه الأداة في موضعين؛ أولًا في قوله: ﴿مَا الْحَاقَّةُ[الحاقة: 2]، وهنا تتوقف الأذهان متأمِّلة، والبصائر متشوفه، والآذان صاغية للخبر الإلهي عن هذا اليوم الذي سماه الله تعالى بهذا الاسم (الحاقة)، ولشحذ الانتباه ومزيد لفت النظر إلى هذا اليوم وما يخبر الله تعالى به عنه قال تعالى:  ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ[الحاقة: 3]، والخبر في هذه الآية والسؤال في هذه الآية بعد السؤال العام ﴿مَا الْحَاقَّةُ[الحاقة: 2] موجَّه إلى النبي –صلى الله عليه وسلم-في الخطاب في قوله: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ[الحاقة: 3] متجه إلى من نزل عليه القرآن وهو محمد بن عبد الله –صلى الله عليه وسلم-، وهو أعلم الناس بربه، وبما أخبر به جل في علاه، فجاء هذا على وجه التفخيم والتهويل والتعظيم لهذا اليوم وله نظائر في القرآن كقوله تعالى: ﴿الْقَارِعَةُ* مَا الْقَارِعَةُ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ[القارعة: 1-3]

المقدم: أحسن الله إليكم شيخنا الكريم، وما يتعلق بالسياق القرآني الذي وردت فيه هذه الآية العظيمة؟

الشيخ: هذه الآية التي تضمنت هذا الاستفهام، وهو استفهام مقرِّر من جهة تخصيصه بخطاب النبي –صلى الله عليه وسلم-جاءت في سياق خبر الله تعالى عن يوم القيامة، فالحاقة بالاتفاق المقصود بها يومه، وقد سأل الله –جل وعلا-في أكثر من موضع عن يوم القيامة تفخيمًا له وتعظيمًا لشأنه، كما قال تعالى ﴿الْقَارِعَةُ *مَا الْقَارِعَةُوَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ[القارعة: 1-3]، وكما قال تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ[الانفطار: 17-18]

 فالسياق الذي وردت فيه هذه الآية، وهذا الاستفهام، وتفخيم هذا اليوم ولفت النظر إلى هذا الوصف الذي ذكره الله –عز وجل-في شأن هذه الواقعة التي تتعلق باليوم الآخر وهو قيام الناس لرب العالمين.

والقيامة سمِّيت بأسماء كثيرة، وليعلم أيها الإخوة والأخوات أن جميع ما ذكره الله تعالى من أسماء يوم القيامة وغيره من الأسماء المتعلقة بما يتصل بالأحداث والوقائع التي تعددت أسماؤها، هذه الأسماء لها دلالات، فهي ليست أعلامًا مجردة عن معانيها، بل هي أعلام وأسماء تضمنت دلالات تضمنتها تلك الأسماء وتلك الأعلام، فالحاقة سميت بهذا الاسم، سمي يوم القيامة بهذا الاسم لكونه يقع فيه الحق الذي أخبر الله تعالى به الناس من قيامهم ليوم الميعاد، كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ[المطففين: 6].

فهي حاقة من حق الشيء فهو حق واجب واقع لا شك فيه، فالقيامة واقعة لا شك فيها، هذا وجه من أوجه تسمية هذا اليوم بهذا الاسم الحاقة، وجه آخر أنه يوم تحقُّ فيه الأعمال لأصحابها، أي: تثبت ويجازون عليها من خير أو شر، وكذلك سمي هذا اليوم بالحاقة لأنه يوم يحق فيه كل محاق في دين الله بالباطل، أي: يقع فيه ما يكون من العقوبة والجزع لكل مخاصم، فيغلب ويظهر كذبه، ويظهر عوار قوله، ويظهر بعده عن الحق والهدى بما يقيمه الله تعالى من الشواهد الدالة على صدق ما أخبرت به الرسل، قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا[السجدة: 12]، أي: أيقنا يقينًا تامًّا بأن ما أخبرت به الرسل حق لا يأتيه الباطن من بين يديه ولا من خلفه.

فقوله تعالى في خطاب رسوله: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ[الحاقة: 3]، هو تفخيم وتعظيم السامع أن يقول: إن الله تعالى قد أخبر رسوله –صلى الله عليه وسلم-عن شأن الحاقة، فكيف يستقيم هذا مع ما ذكره بعض أهل العلم من أن ما في القرآن من قوله تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ[الحاقة: 3]، قد أخبره به أي جاء في القرآن سياقان( وما يدريك )(وما أدراك).

قال سفيان: ما في القرآن من قوله: ﴿وَمَا يُدْرِيكَ﴾ لم يخبر به النبي –صلى الله عليه وسلم- ﴿وَمَا أَدْرَاكَ﴾[الحاقة: 3] قد أخبر به، فما وجه الاستفهام مع كونه أخبر به؟

الجواب على هذا الإشكال: أن الاستفهام هنا هو للتفخيم والتهويل والتعظيم، وبيان أن ما أخبر به من شأن يوم القيامة وغير ذلك مما أخبر به هو وصف لا يبلغ حقيقة ما يكون في الآخرة؛ لأن العقول تقصر عن إدراك تأويل تلك الأخبار، ولذلك لما جاء رجل فسأل النبي –صلى الله عليه وسلم-عن الحشر، فقال في قوله تعالى: ﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا[الإسراء: 97]، قال: كيف يحشرون على وجوههم؟ قال النبي –صلى الله عليه وسلم- في جواب مسدًّد قاطع لكل وهم يعارض به قول الله وقول رسوله قال: «إِنَّ الَّذِي أَمْشَاهُمْ عَلَى أَرْجُلِهِمْ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ ».[أخرجه الترمذي في سننه(3142)، وأحمد في مسنده(8647)، وحسنه الترمذي]

فبالتالي ينبغي للمؤمن أن يعرف أن هذا الاستفهام غرضه التفخيم، وأن ما ذكره الله تعالى من شأن يوم القيامة في قيام وجزاء وأهوال وحساب وصراط وغير ذلك مما يكون يوم القيامة، ثم المآل في الجنة والنار، كل ذلك لا يبلغ العبد إدراك كنهه وحقيقته إدراكًا تامًّا إلا بأن يعاينه ،كما قال تعالى: ﴿ثُمَّ لَتَرَوْنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ[التكاثر: 7]، نسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح واليقين بما أخبر به في كتابه، وبما أخبر به رسوله في سنته وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

 المقدم: إذًا كل الشكر والتقدير مستمعينا الكرام بعد شكر الله –عز وجل-لضيفنا الكريم في هذه الحلقة صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة القصيم.

 الشكر يتواصل لأخي وزميلي مسجل هذا اللقاء المبارك عثمان بن عبد الكريم الجويبر، نلقاكم إن شاء الله باستفهام قرآني آخر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91549 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87255 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف