×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / استفهامات قرآنية / الحلقة (19)حول قول الله تعالى{مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة}

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:1010

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين إمام الصائمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 مستمعينا الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حيا يا هلا بكم إلى هذا اللقاء المتجدد من برنامجكم اليومي "استفهامات قرآنية" في مطلع هذا اللقاء المبارك، يسرنا أن نرحب بضيفه صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الأستاذ بقسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم أهلا وسهلًا ومرحبًا بكم شيخنا الكريم.

الشيخ: حياك الله أهلا وسهلا بك أخي عبد الرزاق ومرحبا وأهلا بالإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات حياكم الله.  

المقدم: حياكم الله شيخنا الكريم استفهامنا القرآني في هذه الحلقة مستمعينا الكرام ورد في هذه الآية الكريمة ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا[الكهف: 49]

 شيخنا الكريم! لو تحدثنا -أحسن الله إليكم- عن أداة الاستفهام التي وردت في هذه الآية الكريمة؟

الشيخ: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فأداة الاستفهام المستعملة في هذه الآية في قوله تعالى: ﴿مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا[الكهف: 49] هي (ما) الاستفهامية و(ما) الاستفهامية يستفهم بها في الأصل عن غير العاقل، والمستفهم عنه هنا حال هذا الكتاب وشأنه، فهو كما لو قال: أي أجناس الكتب هذا الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها؟

المقدم: شيخنا الكريم! الغرض الذي جاء من أجله هذا الاستفهام؟

الشيخ: هذا الاستفهام جاء في سياق التعجيب من هذا الكتاب الذي أحصى كل المعاصي، كل الحوادث والوقائع الدقيقة منها والجليل، الصغيرة والكبير، فالاستفهام هنا تعجب وتعجيب من إحاطة هذا الكتاب بكل صغير وكبير، بكل واقع وحادث في شأن الخلق.

المقدم: أحسن الله إليكم شيخنا الكريم وما يتعلق كذلك بالسياق القرآني الذي ورد فيه هذا الاستفهام.

الشيخ: هذا الاستفهام ورد في ما قصه الله تعالى من أحداث يوم القيامة، وما يكون فيها من أهوال وعظيم أحوال قال الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا[الكهف: 47]، ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا[مريم: 93]، ﴿فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا[الكهف: 47]

 جميع الخلق محضرون بين يدي رب العالمين ﴿وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا[الكهف: 48]، ثم يقول الله تعالى بعد ذكر هذا الجمع المهول والحشر العظيم قال: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ[الكهف: 48]، والكتاب قيل: هو اللوح المحفوظ الذي تضمن وقائع الكون، فقد كتب الله تعالى فيه كل ما يكون.

وقيل: المراد بالكتاب هنا صحائف أعمال العباد، فإنها توضع وتكون على هذا النحو الذي ذكر الله –عز وجل-من إحاطتها بما يكون من أعمالهم.

وقيل: المراد بالكتاب هنا الحساب ووضع الحساب، وكل هذه الأقوال لها وجه، إلا أن الأقرب فيما يظهر والله تعالى أعلم أن المراد بالكتاب هنا هو ما يكون من الديوان الذي يحوي أعمال بني آدم، كما قال الله تعالى: ﴿وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا[الإسراء: 13-14]، وكما قال تعالى في أحوال الناس يوم القيامة ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ[الانشقاق: 7]، نسأل الله أن نكون منهم، وقال: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ[الحاقة: 25]

 نعوذ بالله من الخذلان، وهكذا ذكر الله تعالى إتيان الكتاب في مواضع عديدة، فالذي يظهر والله تعالى أعلم أن قوله تعالى: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ[الكهف: 49]، أي: صحائف الأعمال الحاوية لما كان من عمل الإنسان ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ[الكهف: 49]

 المراد بالمجرمين في قول جماعات من أهل العلم هم الكافرون، وقيل: بل هم أهل الجرائم والذنوب العظيمة، فلا يدخل في هؤلاء أهل المعاصي الذين من الله تعالى عليهم بالتوبة فلا يدخل فيهم المؤمنون التائبون من ذنوبهم إذ إن الذنب يمحو ما يكون من خطأ وتزول من الصحائف سيئات التائبين، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «ويتوبُ اللهُ على مَن تابَ» [صحيح البخاري:(6436)، ومسلم(1048)]، يرى المجرمون هذا الكتاب إذا وضع فيصيبهم من الخوف ما بينه الله تعالى في قوله: ﴿فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ[الكهف: 49] مشفقين من أي شيء ﴿فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ[الكهف: 49]، يعني مما تضمنه وما الذي تضمنه هذا الكتاب؟ تضمن أعمالهم السيئة التي يتمنون ألا يشهدوها وألا يروها، بل ﴿وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا[الكهف: 49]، فيدعون على نفسهم بالويل لإحاطة الهلكة بهم إذ إن هذا الكتاب كما وصف رب العالمين ﴿لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا[الكهف: 49]، يعني أحاط بها عدًّا وقدرًا وزمانًا ومكانًا على نحو من الإحصاء والاستقصاء الذي لا يذر شيئًا كما قال تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه[الزلزلة: 7-8]، فلا يند شيء ﴿يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ[لقمان: 16]، هذا الكتاب يحوي كل ذلك فلا يغادر شيئًا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.

وقد ذكر بعض أهل العلم أن الصغير والكبير المراد به الذنب الصغير، والمراد به الذنب الكبير، وقال آخرون: بل صغيره وكبيرة يشمل كل ما يكون من الإنسان من صغير كالتبسم وكذلك كالقهقهة، ذكر ذلك بعض أهل العلم.

 والذي يظهر -والله تعالى أعلم- أن الكتاب أحاط بكل ما يكون مما يجازي عليه الإنسان.

ويحاسب عليه من صغير وكبير لأن الإشفاق لا يكون من الوقائع والحوادث التي لا يحاسب عليها الإنسان، إنما يكون الإشفاق مما يخشى معه هلاك وعقوبة، قال الله تعالى بعد أن ذكر إحاطة هذا الكتاب بما يكون من صغير وكبير من عمل الإنسان، قال تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا[الكهف: 49]، وهذا كما تقدم جعله من رؤية الكتاب، ودعوا على أنفسهم بالويل خشية ما في هذا الكتاب من إحاطة، وذلك أنهم يجدون ما عملوا قال تعالى: ﴿وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا[الكهف: 49]، أي: وجدوا ما قدموا من الأعمال، وقد جاء في مواضع عديدة الإخبار بأن الناس يجدون يوم القيامة أعمالهم التي عملوها في الدنيا حاضرة محصاة عليها، قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا[آل عمران: 30]، ويقول تعالى: ﴿هُنَالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ [يونس: 30]، ويقول: ﴿يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ[القيامة: 13]، ويقول: ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ[الطارق: 9].

هكذا آيات كثيرة يخبر الله تعالى فيها عن الإحصاء الدقيق لعمل الإنسان ﴿وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا[الكهف: 49]، من خير أو سوء، وهذا العمل ليس فيه نقص ولا ظلم، لا يخاف ظلمًا ولا هضمًا، ولذلك قال: ﴿وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا[الكهف: 49].

ولذلك ينبغي لنا أيها الإخوة والأخوات، أيها المستمعون الكرام أن نحذر مما قدمت أيدينا من صغير أو كبير، فإن الله تعالى قدم في ذكر وصف هذا الكتاب قال: ﴿لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً[الكهف: 49]، فلا تستهين بصغيرة ولا كبيرة، فلا يبقى شيء صدر منك إلا وهو محصى ﴿إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ[الطارق: 4]، ﴿إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ[الجاثية: 29]

 اللهم ثقِّل موازيننا بطاعتك، وأعنا على ما فيه الرشد، وأعنا على التوبة الصادقة النصوح التي نخلص بها من كل سيئة في حقك، وفي حق عبادك وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المقدم: إذًا كل الشكر والتقدير مستمعينا الكرام بعد شكر الله –عز وجل-، مع دعاء عاطر لضيفنا الكرام في هذه الحلقة صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة القصيم متحدثا عن هذا الاستفهام القرآني العظيم الذي ورد في هذه الآية الكريمة ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا[الكهف: 49]، فشكر الله لضيفنا الكريم، الشكر يتواصل لأخي وزميلي مسجل هذا اللقاء عثمان الجويبر، نلقاكم -إن شاء الله- في الحلقة القادمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91543 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87252 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف