×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / استفهامات قرآنية / الحلقة (22) حول قول الله تعالى { فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم}

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:787

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغرِّ المحجَّلين نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 مستمعينا الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحبا بكم إلى هذا اللقاء المبارك من برنامجكم "استفهامات قرآنية"

 في مطلعه يسرُّنا أن نرحب بضيفه صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة القصيم، أهلا وسهلًا ومرحبًا بكم شيخنا الكريم.

الشيخ: حياكم الله مرحبا بك ومرحبا بالإخوة والأخوات، وأسأل الله أن يجعله لقاء نافعًا مباركًا.  

المقدم: حياكم الله شيخنا الكريم، يقول الله –عز وجل-في محكم التنزيل: ﴿قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا * أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا[الإسراء: 50-51]

 شيخنا الكريم! لو تحدثنا -أحسن الله إليكم- ونحن نذكر ونتشرف بذكر هذا السياق القرآني عن الاستفهام في هاتين الآيتين أين ورد؟ وما هي الأداة التي استخدمت، أحسن الله إليكم؟.

الشيخ: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد.

فهذه الآيات ذكر الله تعالى فيها استفهامين، قال الله تعالى في الآية الأولى: ﴿وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا[الإسراء: 49]، هذان استفهامان، ثم قال تعالى: ﴿قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا * أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ[الإسراء: 50-51]، وهذا استفهام ثالث ﴿فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا[الإسراء: 51]، وهذا هو الاستفهام الرابع.

الأدوات التي استعملت هو (الهمزة، من) و (متى) التي يسأل بها عن الزمان، والذي نريد أن نقف معه من هذه الاستفهامات الأربعة هو قوله تعالى: ﴿فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا[الإسراء: 51]

المقدم: أحسن الله إليكم شيخنا الكريم! لو تحدثنا -أحسن الله إليكم- عن الغرض من هذا الاستفهام؟

الشيخ: قوله –جل وعلا-: ﴿فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا[الإسراء: 51]، هو حكاية عن قول المعاندين المكذبين للرسل الذين استبعدوا البعث بعد الموت، وهذه قضية كبرى جاء تقريرها في كلام المرسلين صلوات الله وسلامه عليه، فإنهم جميعهم دعوا إلى الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر، والإيمان باليوم الآخر يقتضي الإيمان بالبعث بعد الموت، وقد كذب بهذا فئات من الناس، والله تعالى في هذه الآيات يقص علينا نبأ أولئك، ويقص ما يكون من استبعادهم فيقول: ﴿فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا[الإسراء: 51]، فالاستفهام الذي قصه الله تعالى عنهم هو للاستبعاد والإنكار، وأيضًا للتهكم بالرسل الذين أخبروا بعود الناس بعد موتهم وبعثهم من قبورهم يوم البعث والنشور.

فغرض هذا الاستفهام الذي صدر عن هؤلاء المكذبين هو: التهكم والاستبعاد والاستنكار.

المقدم: أحسن الله إليكم شيخنا الكريم، ماذا عن السياق القرآني الذي ورد فيه هذا الاستفهام؟

الشيخ: الآيات الكريمات ذكرت احتجاج هؤلاء بما يكون من أسباب عدم العود وعدم البعث والنشور، أي: بسبب تكذبيهم ليوم البعث والنشور، حيث قالوا: ﴿وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا[الإسراء: 49]

 الله –عز وجل-قال لهم في بيان إبطال احتجاجهم بما يشاهدونه من تحول أجسامهم إلى عظام ورفات والاستدلال بذلك على أنهم لن يعودوا بعثًا جديدًا وخلقًا جديدًا: ﴿قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا[الإسراء: 50]، قل يا محمد لهؤلاء: كونوا ما شئتم، كونوا حجارة أو حديدًا، وهذا إما على وجه التسوية، وإما على وجه الافتراض، يعني ليس فقط عظام ورفات، بل كونوا ما تكونون من خلق الله –عز وجل-، أو خلقًا مما يكبر في صدوركم، يعني مما يعظم أن يعاد ويبعث وينشر مرة أخرى ﴿فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا[الإسراء: 51]

 إذا قررت هذا المعنى فسيجاوبون تقريرك بهذا الجواب الاستبعادي والاستنكاري والتهكمي لما تخبرهم به من البعث بعد النشور ﴿فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا[الإسراء: 51]، ثم جاءت الحجة المثبتة القاطعة لكل توهم بعدم البعث والنشور ﴿قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ[الإسراء: 51]، هو الذي يعيدكم،  الذي خلقكم أول مرة، الذي خلقكم من العدم، الذي أنشأكم في النشأة الأولى، هو الذي سيعديكم قال تعالى: ﴿فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ[الإسراء: 51]، أي: لن يسلموا لجوابك، بل سيحركون رءوسهم على وجه الاستهزاء، وعلى وجه الرفض لهذا الاستدلال، بل ويمضون في غيهم فيقولون كما قال تعالى: ﴿مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى[الإسراء: 51]، استبعادًا لحصوله، وإنكارًا لوقوعه، قال الله تعالى قل يا محمد لهؤلاء: ﴿عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا[الإسراء: 51]، وعسى في كلام الله –عز وجل-تفيد التحقق.

ولذلك قال الله تعالى: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ[الأنبياء: 1]، وقال تعالى: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ[القمر: 1]، و ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا[الأحزاب: 63]، فأخبر الله تعالى بقرب الساعة.

وهذه القضية، قضية الاستدلال بأصل الإيجاد على إمكان الإعادة تكررت في القرآن، فإن من أعظم الأدلة على قدرة الله -جل في علاه- على البعث والنشور هو قدرته –جل وعلا-على الخلق الأول، قال الله تعالى: ﴿وَيَقُولُ الإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا * أَوَلا يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا[مريم: 66-67]، ويقول الله تعالى: ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ* قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ[يس: 78-79]، وقال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ[الروم: 27]، يعني إعادة أهون عليه من الابتداء، فالذي قدر على إيجادكم من عدم هو قادر على إعادتكم ﴿وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[الروم: 27]، وقال الله تعالى في تكذيب هؤلاء وإقامة الحجة عليهم في قدرته على الإعادة والبعث بعد الموت، قال: ﴿أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ[ق: 15]، يعني أوقع منا عجز في خلقكم الأول، حتى نعجز عن إعادتكم مرة أخرى، كل هذه الدلائل وكل هذه الآيات تقرر أن الذي بدأ الخلق قادر على إعادته، ولنا فيما أقامه الله تعالى من إحياء الأرض الموات بعد اضمحلال نباتها واقشعرارها وذهاب بهجتها آية دالة على إحياء الموت، إن الذي أحياها لمحيي الموتى.

ولذلك ينبغي للمؤمن أن يكون ذا عين باصرة فيما أقامه الله تعالى من الآيات، ليتبين له صدق ما أخبرت به الرسالات، وصدق ما أخبر به خاتم المرسلين صلوات الله وسلامه عليه، والإمام بالبعث من القضايا الكبرى المؤثرة في ميسرة الإنسان، فإن من استحضر أنه يعيش ثم يبعث ويحاسب على ما يكون من عمله صالحًا أو فاسدًا كان ذلك حاملًا له على إصلاح معاشه، فإنه لا تصلح الدنيا إلا باليقين بأن ثمة موعدًا يبعث فيه الناس، ويخرجون من قبورهم حفاة عراة غرلا يوم يقوم الناس لرب العالمين، اللهم أعنا على ذلك الموقف، واجعلنا ممن يفيد إليك آمنا يا ذا الجلال والإكرام.

المقدم: شكر الله لكم صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة القصيم، هذا البيان المبارك والمسدد والحديث كذلك عن هذا الاستفهام القرآني﴿فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا[الإسراء: 51]، فشكر الله لكم صاحب الفضيلة، الشكر يمتد لأخي وزميلي مسجل هذا اللقاء عثمان بن عبد الكريم الجويبر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91541 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87252 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف