×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

/ / ما هو ضابط التفاضل بين الناس؟

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

ما هو ضابط التفاضل بين الناس؟

المشاهدات:4555

السؤال

ما هو ضابط التفاضل بين الناس؟

الجواب

الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فإجابة على سؤالك، نقول وبالله تعالى التوفيق:
لا شك أنَّ الله تعالى جعل التفاضل بين الناس بالتقوى والإيمان، فقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)} [الحجرات: 13] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ومن أبطأ به عملُه لم يُسرِع به نسبُه» رواه أبو داود والترمذي، فمن كان أكثر تقوى وعبادة لله تعالى، كان أكثر شرفاً وأعلى مرتبةً عند الله تعالى، ولكن هذا لا يعني أنه لا تفاضل بين الناس إلا بهذا، فلا شكَّ أنَّ هناك معايير يتفاضل بها الناس غير التقوى، فجمهور العلماء رحمهم الله على أنَّ جنس العرب خيرٌ من غيرهم، وجنس قريش خير من غيرهم، قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: "ذهبت طائفة إلى عدم التفضيل بين هذه الأجناس، وهذا قول طائفة من أهل الكلام كالقاضي أبي بكر بن الطيب وغيره، وهو الذي ذكره القاضي أبو يعلي في المعتمد، وهذا القول يُقال له مذهب الشُّعوبيَّة، وهو قول ضعيف من أقوال أهل البدع"، والأدلة متوافرة على تفضيل قريش على سائر القبائل، وممَّا يدلُّ على ذلك ما أخرجه مسلم «إنَّ الله اصطفى كنانة من بني إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى بني هاشم من قريش، واصطفاني من بني هاشم»، وهذا يدل أيضاً على أنَّ القبائل والشعوب تتفاضل، ولا حرج في ذلك، قال الله تعالى:  {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)} [القصص: 68]، فالله تعالى يصطفي ويختار بعض الأجناس فيجعل فيها ميزة على غيرها، كما هو الحال في الأزمان والأماكن، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، بقي علينا أن نُبيِّن أنَّ هذا الفضل الجنسي لا دخل له في الكرامة عند الله تعالى والمنزلة عنده، بل أكرم الناس عند الله أتقاهم وخيرهم أطوعهم وأخشاهم قال: «ومن أبطأ به عمله لم يُسرع به نسبُه». وقال الله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
أما بالنسبة لاشتراط القرشية في الخليفة والإمام فإنه قول جماهير العلماء في القديم والحديث، بل حُكي عليه الإجماع، وهو قول الأئمة الأربعة رحمهم الله، وأدلته كثيرة منها الحديث الذي ذكرتُ، وأخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الناس تبع لقُرَيش في هذا الشأن، مسلمُهم تبع لمسلمهم وكافرُهم تبعٌ لكافرهم»، ومنها أيضاً ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً: «لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي في الناس اثنان». ولم يُخالف في هذا إلا أهل البدع كالخوارج والمعتزلة، وليس في هذا معارضة لما تقدم من أنَّ التفاضل بين الناس بالتقوى، إذ إنَّ هذا الاختيار لقريش دون غيرها من القبائل له مسوِّغاته التي يمكن أن تُلتَمس، من ذلك على سبيل المثال أن هذه القبيلة هي خيرُ القبائل وفيهم اجتمع الخيرُ، ويدلُّ عليه اصطفاء الله  تعالى لها كما دلَّ عليه الحديث المتقدم، ومن عِلل وحِكَم هذا الاختيار ما ذكره أبو بكر رضي الله عنه للأنصار، لمَّا أرادوا الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم : "إنَّ العرب لا تدينُ إلا لهذا الحيِّ من قريش"، ومهما يكن من أمر فالواجب علينا التسليمُ لله ورسوله، قال تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)} [النور: 51]، وهذا فضلُ الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، ثم لتعلم أن هذا الاختصاص إن كان يعدُّه كثير من الناس شرفاً وفضلاً، إلا أنَّ المنظور الشرعي خلافُ هذا، فإنَّ الأمارة نَدامة يوم القيامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون نَدَامةً يوم القيامة»  رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: «وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خِزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدَّى الذي عليه فيها» رواه مسلم.


الاكثر مشاهدة

2. جماع الزوجة في الحمام ( عدد المشاهدات45713 )
6. الزواج من متحول جنسيًّا ( عدد المشاهدات31918 )
7. مداعبة أرداف الزوجة ( عدد المشاهدات31863 )
10. حكم استعمال الفكس للصائم ( عدد المشاهدات22389 )
11. ما الفرق بين محرَّم ولا يجوز؟ ( عدد المشاهدات22337 )
12. حكم قراءة مواضيع جنسية ( عدد المشاهدات22280 )
15. وقت قراءة سورة الكهف ( عدد المشاهدات16678 )

مواد تم زيارتها

التعليقات

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف